الاثنين، 19 يوليو 2010

عودة ماض ٍ


إن عاد ماض تكرهه .... وإن عادت قصة قديمة ....كلمة قيلت .... أو موقف مشابه .... أو ربما ظهور شخص مفاجئ .... فإذا بسكين ضعيفة تدخل الجرح القديم .... لتمزق خيوط الزمن ... التي عجزت عن إغلاقه .... ويدور سؤال في النفس .... لماذا عاد؟ .... أ هناك حكمة؟ ..... ما السبب؟ .... وما الذي علي فعله؟ .... ولا يأتي الجواب .... فتطول ساعات السرحان والشرود .... ويسكن الجسد .... وتواصل العينين التحديق إلى اللا شيء .... فتأتي ساعة التصرف .... وتحيط بك قيود الحيرة .... اللحظة حاسمة ..... والفعل مصيري ..... تتسارع الأنفاس .... وترتجف اليدين ..... وتحتبس الدموع في العينين .....

يحتضنني الخوف .... وتدميني قيود الحيرة التي تضيق وتشتد ..... فأغمض عيناي على دمعي وألمي ... ويعمل عقلي بكل طاقته باحثاً عن المخرج .... وأبدأ بالبحث في من حولي .... أنظر إلى وجوههم .... أيهم يعينني؟ .... وينعقد لساني فلا ينطلق .... وأشيح بنظري عنهم ..... وأؤثر السكوت ....

وفي لحظة عجز وضياع .... يشع نورٌ أبيض .... يوقظ الوعي .... لينطلق سؤال صريح بسيط .... "ما هذا يا ربي؟ " .... فيأتي الجواب بسرعة أكبر وبشكل أبسط .... "إنه اختبار" .....فأفتح عيناي .... الآن أستطيع أن أرى ..... يكف الخوف إحتضانه .... وتتلاشى قيود حيرة زائفة .... فيقطب الجبين ..... وتمتلئ العينين عزيمة وإرادة ..... فتنطلق اليدين .... خانقة ً ذلك الذنب القديم ..... وينطلق اللسان .... "والله .... لن أزل بك ثانية ً !" ..... فأغلق الباب في وجهه .... وأبقى في الجهة الآمنة .....
أواصل النظر إليه .... وهو يحوم حولي .... وأنا على يقين .... ما هي إلا مسألة وقت .... وسيزول .... وأنا لن أضعف ....

فأدير رأسي عنه .... وأنا عازمة على النجاح في هذا الإختبار .... فإذا بمصحف بين يدي .... وصدى ترتيلي يكرر من بعدي .... هدوء نفس ٍ في تلك اللحظات .... فإن فرغت عادت الأفكار والمشتتات .... في بادئ الأمر حاربتها .... ولكنني الآن أعقد ذراعي أمام صدري .... وأستند على الجدار .... وأنظر إليها وهي تتصادم .... وتعلو وجهي ابتسامة استخفاف .... وبجانبي تقف الحقيقة مثل وقفتي .... "تصارعي أيتها الأفكار .... فما أنت ِ إلا أفكار .... لن تثنيني عن عزيمتي .... ووسوس أيها الشيطان .... أياً كانت وسوساتك .... فذلك ذنب ٌ مسحته .... وبلاء خبرته .... ودرسٌ تعلمته .... رضى ربي مبتغاي ... وجنته مسعاي .... والطريق بيّن .... فاليحدث في الأرض ما يحدث .... هذا طريقي وعنه لن أحيد".