الاثنين، 7 مايو 2012

ألوان زاهية في حياتي



الأحد 6/5/2012 الساعة 8:10 صباحاً


ها هو يقترب ... بات وشيكاً ... يكاد يقع ... في أية لحظة ... كتربص قناص يوشك أن يسدد طعنته على حين غرة ... تشبيه سلبي لما يكون ولما هو آت ! ... ربما هو الخوف ما يجعله مظلماً هكذا ... والإحساس الدائم بالنواقص ... 48 يوماً تفصلني عن تحول المصير ... القرار المصيري قد اِتـُخـِذ ... والمفترق قد عـُبـِر ... ولكن النتيجة والتأثير لم يظهرا بعد ... وسيتجلان بعد 48 يوماً ... سيقع في الشهر القادم!!!
تسري حرارة مزعجة في جوارحي ... تلازمها برودة مجهولة المصدر ... لن أتحدث عن مقدار الضغوط التي تكاد تسحقني فهذا مرهق حقاً ... ولكن هذه المشاعر الغير قابلة للوصف ... وهذا السكون المجلجل ... والأسئلة المبهمة ... والأحاسيس المتصادمة ... والرغبة النكراء بالتراجع ... والعبرات المخنوقة في طيات الفؤاد ... والابتسامة الضعيفة ... والضحكات المزعومة ... والصمت الطويل ... والذهول الدائم ... والنوم الفقير ... وارتجاف يلوح في الأفق ... ووعود وأحلام ... ومخاوف وآلام ... وبماذا عساي أن أعلل؟
ألزم الصمت ... باحثة عن اللحظة ... راغبة بالسكون ... عيناي تتوقان للتأمل ... وقلبي مرعوب من سرعة ما يحدث ... وجوارحي تريد أن تهدأ ... فأقف محدقة إلى اللاشيء تاركة كل شيء في تصادم ... وأنا الملامة إن نطقت ... أو حاولت دفع بعض ما أشعر إلى الكلام ... لا يسمع الآخرون بل يستهزئون ويرفضون ... لا أريد لأحدٍ أن يعلل شيئاً أو أن يخبرني أن هذا أمر عادي وأنني لست الوحيدة التي أمر به ... فنفسي واحدة لا تتكرر ... ومروري أنا بالأمر شيء ... ومرور كل البشر به شيء آخر ... فلا أحد في هذا الكون يملك نفسي غيري ... وكما أن لهم الحق في القول والإحساس والتألم .... فأنا لي الحق في ذلك أيضاً ....

أنا لا أرفضه ولا أتراجع عنه ولا ألوم أحد أنه حدث ... فأنا على يقين أنه الخير من الله وأنا سعيدة بنعمه علي ... ولكني أريد عينان تلمسان إحساسي وتطمئنان خوفي ... أريد صدراً حانياً يسمع قولي ويصبر على تخبط كلماتي ... ولا يلومني أو يعيق تدفق خوفي وألمي ....أقسم أن قسمات وجهك تتجلى أمام عيناي مع دموعي ... نعم هذا هو الوجه الذي يفهمني ويريحني ابتسامه ... نعم أنت ِ ... أنت ِ التي أريد وأحتاج ... أنت ِ التي تعرف كيف تسمع وكيف تفهم ... وكيف تطبب الجرح بأذنيها الصابرتين وعينيها المتأنيتين ... نعم أنت ِ ... يا من تصغرني سناً ... وتملؤني هدوءاً ... أنت ِ يا لوناً زاهي ٍ في حياتي ... لولوه الغالية التي مزقني الشوق لها ... ومزقت ظهري أسواط التقصير في حقها ....

تدور الدنيا بي وأضع القلم لمسح دمعي ... ثم أصمت ناظرة إلى حالي ... إلى ما أنجزت حتى الآن ... إلى الإندفاع والتردد اللذان يشكلان كل تحركاتي ... وأتوه في حيرتي ... ويتبدد إنجازي وأجد نفسي عند الصفر من جديد ... وأنظر إلى الرزنامة ... ليتجبر الخوف ويعصف بي ... وأتوق إلى يد ٍ دافئة وابتسامة حانية .... تبعث الثبات في نفسي ... وتشعل التركيز في عقلي ... وتزيل عني جزءاً من حملي ... ودون كثير من التفكير ... أنار وجهها ظلامي ... كشمعة أمل تنير ظلام الحيرة ... نعم أنت ِ ... أريد دفئ يديك وحنان ابتسامتك ... أنتِ التي تقتسم الهم وتخفف ثقله ... أنت ِ التي تطمئنني أن لا خوف وأن لا تقصير وأن الإنجاز عظيم ... نعم أحتاجك أنت ِ ... أنت ِ يا لوناً زاهي ٍ في حياتي ... منال الغالية التي غاب صوتها عني بفعلي ... وتضاعف شوقي لها وخوفي من ملامتها على تقصيري في حقها ...

يرتجف جسدي وأجد أعصابي مشدودة ... وأريد أن أنجز كل شيء في اللحظة الحالية ... فأعد ما علي القيام به ... فتكثر وتثقل ... وأسقط تحت وطأتها ... ولا أدري كيف أنجزها ... فأركن إلى زاويتي ... أضم ركبتي وأذرف دمعي ... ولا أعرف كيف أهون ثقل همي ... وأجد نفسي في حالةٍ من التمني اليائس ... باحثة عن خلاصي بأمنياتي ... وأفاجأ بوجهه الباسم يلوح أمامي كأعظم أمنياتي ... نعم أنت ... أنت من أريد أن أرى ... أنت من أريد أن أسمع سؤالك واهتمامك ... نعم أنت ... يا من لا تتوانى عن حمل همومي وأخذ مسؤولية إتمام النواقص على عاتقك ... يا من تقطر كلماته طمأنينة وتهويناً ... يا من يصغر الهم أمامه وأمام تفكيره ... يا من ينفعل ويغضب لي ولأجلي ... فأجد نفسي هادئة فقد حمل ذلك عني ... فأركن إليه متكئة عليه ... نعم أريدك بجانبي ... الآن أريدك بجانبي ... نعم أنت يا لوناً زاهي ٍ في حياتي ... عبدالعزيز ، العزيز الغالي ... الذي من شدة شوقي له أجد الخجل جليسي كلما كلمته أو ذكرته ... وأجد رأسي مطأطئاً بسبب تقصيري في حقه ....

آآآآآه ... يا من لا تكتمل حياتي دونكم ... أريدكم ... أريدكم بكل قوتي ... وها هنا أنا ... محاطة بتعقل وترتيب منيرة ... وحكمة وهدوء نورة ... ومزاح وتفهم خليفة ... وبراءة وابداع محمد ... كل ٌ يمدني بالقوة والصبر ... وكلٌ لون زاهي ٍ في حياتي ....

أنتم أركان الروح السبعة ... أنتم الحياة والوجود ... لن يتغير ذلك أبداً .... أرجوكم سامحوني ... وتجاوزوا عن تقصيري ... فأنا لا شيء ولا يمكن أن أكون دونكم ... فلا أتميز ولا أنجح دونكم ... أنتم نجاحي ... أنتم تميزي ... أنتم حياتي ... وكل ما هو آت لن أخوضه وحدي ... بل سأخوضه وأنتم أركان روحي التي تخوضه معي ...

الله يحفظكم لي ويوفقكم ويفتح عليكم أوسع أبواب رزقه ... اللهم أمين!