الأحد، 13 يناير 2013

ظلال وثعالب ...

الأحد 13/1/2013

أريد أن أكتب .. ولكن هل صحيح ما يقال أن المرء لا يكتب إلا إن وُجد ألمٌ في حياته ... هل يريد من قال هذا أن يجعلنا ويجعل الناس يشعرون بالشفقة على الكُتّاب .. وهل أراد أن يبني سداً في وجوه من اطمأنوا لحياتهم وقَنِعوا بعطاء الله لهم ...
صحيح أن الكتابة أصعب من ما يظنه الناس .. ولكن هي ليست حكراً على المعذبين في الأرض ...!

كنت إن أمسكت القلم لا يجف مداده ولا تكتفي الأوراق من عناقه .. ولكن الآن .. لا أدري ماذا حدث ...

أريد أن أكتب لمجرد الكتابة .. لا أبالي إن قرأ أحد أو إن انتقد أحد .. أريد أن أكتب لأن عقلي لا يكف عن الكلام .. لأن عيناي لا تكفان عن التحديق والسرحان .. ولأن خيالي لا يكف عن تصوير الأماكن والأحداث .. ولا يكف عن تغيير مجريات الأمور واللعب باتجاه دوران بكرة الأيام ...
ولكنه سريعٌ في كلامه .. وسريعٌ في شتاته .. وسريعٌ في ملامته وتذمره ...

بت أكره كل أنواع التكنولوجيا .. هذه المتمثلة بالثعالب الماكرة الصغيرة المختبئة في جيوبنا .. وهدفها الأسمى الشتات وسرقة الوقت .. فهي لا تكف عن الوميض والرنين .. وهنالك تلك الظلال التي لا تملك ما تفعله معظم وقتها .. وتتذكرنا نهاراً لتختبئ خلفنا خوفاً من عدوتها اللدودة الشمس .. فتلتصق بنا طوال النهار ولا تكتفي بذلك بل تغير ألوان الحقائق لغاياتها الخاصة .. وبمجرد أن تنشغل بحبيبها الليل .. تتركنا وتختفي من حولنا منصرفة لشؤونها .. تاركةً إيانا غارقين في حيرتنا نتساءل عن أين توقفنا وأين وصلنا ؟....

كانت الكتابة تجالسني معظم وقتي .. فقد أهديتها إياه والحرية .. أما الآن فقد سُرق وقتي مني واحتُل .. فأخذتْ الحرية منها ، كان شرطها واضحاً منذ البداية .. قالت لي:
"الوقت لي والحرية .. وعليكِ الانصياع والتحرر"

إن ملكت التحرر .. عادت المياه إلى مجاريها
إن انصعت لرغبتي في الكتابة .. قوية شمسي وزاد ضوؤها

دون هذان الأمران .. صرت ظلاً كباقي ظلال الدنيا ...!!