الثلاثاء، 3 أبريل 2012

صباح عادي ... ولــكــن



الثلاثاء 3/4/2012 8:43 صباحاً

عندما بدأ بدا كصباح عادي ... ككل صباحٍ سبقه ... رغم أن الليلة التي سبقته كانت أشد ظلمةً ... وقد تساقطت فيها الأمطار وعلا فيها صوت الرعد زائداً رهبتها .. وإلتمعت سماءها ببريق البرق الخاطف .. كان الصباح ضعيفاً أمام رهبة تلك الليلة .. ولم يكن كافياً ليرفع الرؤوس بعد طأطأتها .. هكذا بدأ اليوم .. بسماءٍ أنهكها لونها الرمادي ...

عندما آن للشمس أن تشرق .. لم تكن الآمال قد نهضت .. أشرقت الشمس وكانت شمساً مختلفة .. لم تكن شمس صباح كل يوم .. تلفت العالم متفاجئاً من هذه الرائعة التي بدأت تطل على الكون .. أشرقت هذه الشمس الجديدة باعثةً الحياة في كل شيء .. ذهل العالم بها ولم يعرف كيف يستقبلها .. فما كان منه إلا أن تورد خجلاً .. ابتسمت الشمس لخجله وواصلت إشراقها .. تبددت كآبة الكون .. وارتفعت الرؤوس متأملة ثوب السماء الجديد .. الذي تحلت به بعد أن أهدتها الشمس إياه .. لم تكتفي الشمس بذلك بل أحيت الألوان في كل شيء .. لتجعلها أزهى وأروع .. حلقت العصافير الصغيرة مترنمة بأغنية السعادة التي غنتها نسائم الصباح التي لم تنفض عن نفسها بعد موسيقى مطر الليلة الماضية .. فكانت أغنيتها متميزة تمزج بين برودة المطر ودفئ الشمس .. ولألأة قطرات المطر الباقية على الأسطح بضوء الشمس ولمعان البرق في سماء الليل .. قفزت الطيور فرحاً بين الأغصان .. وتمايلت الأشجار على أجمل ألحان النسيم .. وجاء الخير كله وعلى وجهه ابتسامة ثقة عظيمة وتربع تحت هذه الشمس .. كان يتخير مكانه فجذبته الشمس ليقرر الإستقرار تحت أشعتها .. فنشر ثوبه الملكي حوله .. ووعد أن يصيب الجميع ..

امتن الجميع لنشوة السعادة التي ملأت العالم .. وإلتفتوا إلى الشمس بابتسامات شكرٍ وامتنان .. تبسمت الشمس وتجلت حقيقة روعتها .. كان القمر قد زارها قبل الشروق .. وأعطاها الحياة بلمسته الحنون .. فجعل منها كتلة من سعادة .. تكفي لتغمر الكون فتشبعه وتزيد ....

نعم يا قمري .... كيف للعالم أن يسعد إذاً .. إن لم تكن أنت وراء ذلك .. كيف للدنيا أن تحلو وتتزين إن لم تكن أنت قد لمستها وبعثت فيها روعتك ...

نعم يا قمري.....

نعم يا سعادتي ....



لُحيظة ... هي كل ما أطلبه ...



الثلاثاء 21/2/2012

أضع يدي على أذناي ، ضاغطة عليها بقوة ، مغمضةً عيناي ، تزاحمت علي الأمور وتزايد التقصير ....

كان عرشاً عظيماً يعلو برجاً عاجيا ، كل شيء تحته ملك لمعتليه ، حدائق وجنات تجري تحتها الأنهار ، وبحرٌ شديد الزرقة وسفنٌ راسيات ، وبقربه جبال شامخة تحتضن السماء ، وأنفاس ربيع تلطف الأجواء ، كان عالماً في الأعماق ، أرضي ومملكتي ورغبتي الهوجاء ....

من أخذها كلها مني .... من سلبني عرشي ... من غيب الشمس عني وعن مملكتي ... من حول ربيعها إلى شتاء ... من جعل البرج حطام ... والحلم جثام ... من بدد الفرحة وجعلها حكراً للصغار ... من أوجب الهم على عاتق الكبار ... من منعهم من الضحك واللعب ... من الأنس والمرح ... لماذا تـُعرى الوردة من الوردي لتلبس السواد ... لماذا يـُمَد الرمادي لوناً للسماء ... وتـُنحر النية الحسنة ككبش فداء ... وتتبجح الضغينة بنصرٍ هراء .....

خلوا سبيلي ... اتركوا يدي ... لـُحَيظة ... لـُحَيظة بالله عليكم هي كل ما أطلبه ... دعوني أعود إلى عرشي ومملكتي ... دعوني وعالمي فليس لي مكان في واقعكم وعالمكم ... لست منه ولا أريد أن أكون منه .....

أترك لساني أيها العقل ... دعه ينطق بما شاء ... نعم أعترف ... إنه لهمٌ كبير! ... أين التراجع عندما يحتاجه المرء؟ ... أقسم أن القيود أثقلتني وساقاي لم تعد تحملاني ... ابتعد! ... ابتعد أيها التركيز ... كف عن الإلتصاق بي ... توقف أيها الوعي ... أبعد أسنانك عن رأسي ... إعلو يا صوتي وإتني بالنجدة ... أعيدوني إلى عرشي! ... أعيدوني إلى مملكتي! .....

لـُحَيظة ... لـُحَيظة ... أعطوني لـُحَيظة ... لتعود الأنفاس إلى صدري ... لٌُحَيظة ليملأ النوم عيني ... لـُحَيظة ليلفني الدفء والأمان ... لـُحَيظة لأنزع هذا القناع .....

إلى متى الإغتراب ... أعيدوني إلى موطني !