الثلاثاء، 7 فبراير 2012

غريب حال هذا اليوم .....




25/1/2012

أفقت على صوت المنبهين في هاتفي المحمولين ، وفاجأتني برودة الغرفة التي أخترقت لحافي ، طمعت بغفوة قصيرة فسحبت لحافاً آخر وانكمشت تحت الإثنين ، وقبل أن أعي ما حدث كان المنبه يرن من جديد فإذا بغفوة العشر دقائق أصبحت نصف ساعة ، هرعت من فراشي مصطدمة بالبرودة القاسية ورحت أجري في كل الاتجاهات وأنا موقنة من عدم وصولي في الوقت المحدد.

هذا حالي منذ أيام ، أضع رأسي ليلاً طامعةً بنوم هانئ ، فأفتح عيناي فإذا بالفجر قد بزغ والليل انقضى ولا أشعر بالنوم في عيناي ولا الراحة في جسدي ، وأروح أجري لاحقة بالوقت الذي لا يرحمني بسرعته ، اليوم بدا أغرب أيام الأسبوعين المنصرمين ، الصمت يتربع على عرشه وجند السكون يفرضون هيمنتهم على كل شيء ، الشمس ساطعة في السماء تقذف أشعتها الحارة على هذا العالم المستكين ، السحب البيضاء غائبة والأشجار ساكنة والأعين معلقة بغروب الشمس وشروقها التالي ، ما الذي يحدث هنا؟!


لا أحد يريد أن يطلق لسانه ، والأصوات حبيسة الحناجر ، حتى قوارب الأفكار هجرت بحارها ، وبحارها ساكنة وباتت صفحتها جليد غادرته الحياة ، لا الطيور تغرد ولا الرياح تنشد ، حتى الجمادات بدت ساكنة وكأنها في صورةٍ ألتقطت منذ عصور مضت ، فغطاها الغبار وأخذت السنين زهوَ ألوانها.

وقفت أنظر ، أردت أن أنظر ، رفعت عيناي إلى هذا العالم ، فلم يصب نور الشمس عيناي فلا بريق ولا لمعان فيهما ، ولم تجري البرودة في أوصالي ولم تحاربها الشمس بدفئها ، كنت محبوسة في ذلك السجن الزجاجي ، كان سقفه وجدرانه وحتى أرضيته من الزجاج السميك العازل لكل شيء حتى الأصوات ، وبانيه نسي أن يصنع فيه ولو ثقوباً للتنفس ، ورغم أنه من الزجاج إلا أن الشمس بقوتها وعظمتها فقد عجزت عن إنارة أركانه ، جسدي يأبى الحراك ، عيناي ثابتتان ، وأنفاسي متوقفة وجند السكون قد أحكموا فرض هيمنتهم علي وشدوا قبضتهم على قيودي الخفية ، كان الصمت قاتلاً يكاد يدفعني إلى الجنون لولا نبض قلبي الذي زلزل الصمت بدويه في أذناي.

لا أعرف نهاية لهذا الحال ولغرابة هذا اليوم ، أينقضي بحلول ليل الغد أم سيتضاعف ويزداد ، لم أعد أمشي إلى شيء لم أعد أسعى إلى شيء لم أعد أتوجه إلى شيء فكل شيء بات يندفع إلي ليصدمني ، لا أجد ما أقول ولا أجد في نفسي رغبة لتثور ، هناك أقف وحدي وسأبقى ، لن أقول أني سأصبر ولن أقول أني سأنتظر فليس بيدي أن أقوم بأي منهما ولا بأي شيء آخر ؟ ستغيب الشمس ولن أتأثر بغيابها وسيطلع الفجر ولن يؤثر بي طلوعه ، والقادم قادم أياً كانت توابعه ، وبيد الله تكون كل الأمور ...