الأربعاء، 7 أبريل 2010

كل شيء ممكن ....... في الصغر


كانت الحياة سهلة وبسيطة .... لا يوجد شيء مهم ..... مدرسةٌ ولعبٌ وخيال .... العالم كله في أيدينا .... كل شيء نريده .... كان ممكناً .... فإن لم نحصل عليه الآن .... نزلت دمعة مبتسمة .... يتبعها النسيان .... أي شيء كان ممكناً .... كنا نقوم بالكثير من الأمور .... عقولنا يقظة ومتقدة .... تفيكرنا ثابت ... نستطيع أن نكون أي شيء نريده .... فتارةً نحن بحارةٌ أشداء .... وتارةً نحن شرطة أذكياء .... وتارةٌ نركب سفينة إلى الفضاء .... كان التركيز سهلاً .... وكنا نتقبل ونتكيف مع كل ظروف الحياة .... لم نكن نعترض كثيراً فنحن عادةً ما نرضى في نهاية الجدال بما يُملى علينا .... كنا نرى أن الحياة ستستمر على ما هي عليه أبدا .... لا نخشى مرضاً أو حرباً .... لا نلتفت إلى مشاغل الكبار التافهة ... فهم يشغلون أنفسهم في توافه تنتهي بهلاكهم .... نقضي اليوم تلو اليوم ... لا نفكر في نهاية أو بداية .... إن وضعنا في عقلنا القيام بعمل ما .... نقوم إليه دون تردد وتخطيط .... ونواصل العمل عليه حتى ننجزه .... كنا أقوياء وصابرين حقاً .... فعقولنا صافية وقلوبنا بيضاء نقية .... كانت الحياة زاهية بكل الألوان في عيننا .... وكل شيء ينال على إعجابنا ... وإبتسامتنا البريئة تعلو وجوهنا دائماً .......

الآن أتنهد .... وتعلو وجهي نظرة حزينة .... ويدور حولي أبسط سؤال ... لماذا لا أستطيع أن أقوم ببعض ما كنت قادرةً عليه في الصغر ؟! .... أ كنت أقوى .... أ كنت أعْلَـم .... أ كنت أذكى .... يدور هذا السؤال حولي ويديه خلف ظهره ... يطالبني بالإجابة .... أُخفض عيني الحزينة وملؤها التردد ....
يمر علي اليوم ..... تلو اليوم .... وأنا بالكاد أنجز شيئاً ... مرت علي خمسة شهور الآن ... كلما نظرت إليها صدمت أنها مرت .... ولا شيء في ذاكرتي يدل على أن هذا الوقت قد مر .... لماذا لم أخشى شيئاً وأنا طفلة صغيرة .... لماذا أخشى كل شيء وقد بلغت الثالثة والعشرين من العمر .... أمسكت قلماً من قبل .... وكتبت أول قصة لي .... كان ذلك منذ أكثر من ثماني سنوات .... ولم تتوقف يدي عن خط الكلمات حتى كتبت كلمة النهاية في السطر الأخير .... والآن .... أمسكت القلم .... فوجدت يدي تتركه كثيراً .... وتنشغل عنه كثيراً .... حالتي النفسية المتقلبة .... تـُثقل القلم في يدي .... فتعجز أصابعي عن حمله ....
هل كنت أقوى وأنا أصغر؟

كنت طفلةً في الإبتدائية عندما هبت أول رياحٍ شائكة في حياتي .... ولكني كنت قادرة على الإبتسام والمضي قدما ً .... لم أخسر الكثير ... كل ما فعلته تلك الرياح كان إنخفاض درجاتي في المدرسة ....
ومنذ سنة هبت رياحٌ مماثلة .... ولكنها دمرت أغلب ما بنيت ..... فقدت صحتي .... فقدت تركيزي ..... فقدت عزيمتي .... وفقدت ثقتي .... والآن أجاهد لأقضي اليوم ....
هل كنت أقوى وأكثر حكمةً وتعقلاً وأنا أصغر؟

فيا أنا الصغيرة .... هلا عدتي إلي .... هلا أخذتي بيدَيّ .... دُليني على الطريق .... علميني ما المهم .... أريني ما ترين .... خذيني إلى حيث تذهبين .... وأمنعيني من ما تخشين .... يا أنا الصغيرة ... كوني يدي .... كوني عقلي .... كوني قلبي .... أيعقل أن ألجأ إليكِ؟؟ ..... وقدوتي تكونين وتبقين؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق