الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

مفترق الطرق

الأثنين 19\12\2011
المكان هادئ .... الشمس قد نالها التعب وغطاها بلونه البرتقالي .... الهواء يداعب أغصان الأشجار المُطرقة .... وأوراقها تطير معه فقد أنهكها التشبث .... وعيناي لا تكفان عن الذهاب والإياب بين اليسار واليمين .... وجسدي يعزف لي موسيقى الألم .... وذلك المفترق يحدق إليّ بجرأةٍ وتحدٍ .... وكلا الدربين خير ....

لكني لم أسلك أيهما .... فمازلت أتشبث في الأمرين .... رغم إحمرار يدي ونزف أصابعي .... يلامس الهواء وجهي ويؤرجح خصلات شعري ....

هي ليست خطوة أخطوها .... بل هو قدرٌ يُرغمني .... وربما يُسعدني بإرغامه .... هو حزن فراق ٍ يُعرّي قدماي أمام الأشواك والحصى .... هي مشيئة الله أياً كان السبيل .... أعرف أني سأخطو الخطوة .... وسأسير في أحد هذين الدربين عندما يحين الوقت ....

الخوف يعتريني وأسواط القلق تلسعني وتمزق جلدي .... والقلب غائب .... يأبى المشاركة يأبى حتى التواجد .... مصرٌ على إنهاء مهمته محتضناً أولئك المغتربين ويواصل الصد ....

كانت مداعبة الهواء للوجنتين ... كصرير احتكاك الأظافر باللوح الخشبي الأملس ... وكان اصطدام أوراق الشجر الضعيفة بساقاي العاريتين .... كلسعات النملة السوداء الصغيرة .... وكان استمرار الوقوف هناك تحت تحديق المفترق ... كالوقوف العاري على حد سيفٍ لم يُؤمر بالقطع بعد .... وكان الهدوء في المكان .... كأول لمساتِ إعصار ٍ يلوح في الأفق .....

فيا دمعي انحبس .... ويا لساني لا تنطلق .... ويا قلبي استمر في الغياب ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق