الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

يال ضعفي

الثلاثاء 20/12/2011


يال ضعفي ... وصمتي ... وحيرتي ... طوال السنين وأنا أبني الجدار .... بعد تلك الطعنة ... بعد ذلك الألم ... بسببك أنت .... بنيت .... واجتهدت ... وشيدت .... وعززت ... زرعت أفضل الدعامات .... واخترت أفضل المعادن و الصخور .... وبنيته شامخاً يتحدى الجبال .... يعجز الطير عن اجتيازه .... وكل سنة أعززه وأقويه ....

وقفت خلفه وابتسم لي الأمان .... ومر الزمان .... وهو يصد عني كل الرياح العاتيات .... وما كان يصيبني إلا رذاذ المطر .... ورطوبة الصيف ... أمسك قلمي .... وأحدث أوراقي .... أشيح عن أمنياتي وأصدها بدرعي ... ولم أنتبه يوماً لتلك الثغرة .....

كنت أجلس وأوراق الخريف حولي .... تحت سماء لونتها فتيات السحب بفراشي الفن والابداع .... وكنت مُطرقة على ورقةٍ أنهكتها دماء القلم .... لفحني هواء بارد بعثر أوراق الخريف حولي وبعثر تركيزي معها .... فرفعت رأسي أنظر إلى هذا الغريب .... وكانت الفاجعة .... جداري مقتول .... ودرعي مكسورة ....

ابتسم الغريب وقد لف نفسه بعباءة الغموض .... ابتسامة كالبدر في ليلة ظلماء .... وقبل أن أدرك ... ابتسمت شفتاي .... فهبت الريح .... وهطلت الأمطار .... واسودت السماء .... واختفى ما كان فيها من ابداع .... نظرت إلى نفسي وأشواك البرد تنغرس في جسدي .... فصحت أين درعي! .... ولا أثر .... نزف جسدي .... وصرخ الألم داخل رأسي ... جثيت ألملم نفسي .... وأنظر إلى الغريب الذي غطته الظلال .... واستمر في الوقوف .... البرد قارس .... والخوف شديد .... بكت عيناي .... ونظرتا إليه .... هو السبب ... هو الثغرة ... لقد عرّاني من كل دفاعاتي .... وترك جسدي الضعيف عرضة ً للألم .... فأمسكته بيدي .... وغرست أظافري فيه .... فاشتعلت النار حولي ... تحرقني بلهبها .... لا يقوى المطر على إخمادها .... وتعاون الماء واللهب لأول مرة .... كانا ضدي .... شددت قبضتي .... وأردت تمزيقه .... ذلك النابض الصغير المرتجف .... لكني ضعفت أمامه .... وأمام خوفه وعُريّه .... فضممته إلى صدري .... وأطرقت أذرف دمعي .... والغريب يقف أمامي يغطيه الظلام ....

لكنه مازال يقف أمامي .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق