الاثنين، 1 مارس 2010

حكاية برج


كنت ومازلت صاحب أكبر بروج الأحلام .. كانت ومازالت شاهقة الارتفاع تصارع السحب والغيوم في السماء ... برج الأحلام الذي هو ملكاً لي .. صار بعيداً عني .. صرت لا أميزه عن غيره من البروج ... صار صعب المنال .. وعر المسار .. لم أظن أن البرج الذي اهتممت بأدق ما فيه وبنيته طوال سنوات العمر التي مضت .. قد يتداعى يوماً .. لقد قضيت العمر كله أشيده وأهتم وبنفسي بكل قطعةٍ فيه .. لأجعله أعلى البروج و أكثرها صموداً .. ولكن فجأة وفي غفلةٍ مني ومن حيث لم أحتسب.. بدأ يتداعى .. بدأ يضعف وبدأت الغيوم السود تغالبه .. تحركت تجاهه لأدعمه .. و لكني فوجئت عندما وجدت قيود الواقع تقيدني ومعها أشواك الأنظمة والقوانين تخزني ... وكلمة المال تقف أمامي لتعيق تحركي .. فصرخت بأعلى صوتي مستنجداً مستغيث .. لأجد الصوت بدل أن يخرج إلى الخارج ليسمع كل شيء ... يدخل إلى الداخل ليزلزل أحشائي ويفجر الصمت الرهيب الذي قضى على الأمل المريض الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة ... ورأيت في عين الناس وكلامهم تحطيم أكبر .. ودعوة للتأخر .. فارتجف قلبي في مكانه رجفة مزقت العروق والشرايين .. لينطلق بحر الدم في نفسي وينهي الحياة الخضراء ويحولها إلى رماد ورفات يسكن إلى الأبد البعيد ...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق