الاثنين، 8 مارس 2010

كان السؤال ... أصَبرتْ؟ ...



قيل لنا ... ولطالما سمعنا هذه المقولة تتردد على مسامعنا ... "الصبر مفتاح الفرج" ... لم أقف قط لأتأمل هذه العبارة ... ولم أحاول أن أرى إن كنت أطبقها في حياتي ... "الصبر مفتاح الفرج" ... الصبر نفسه هو المفتاح ... أي إن كانت لديك مشكلة ... فاصبر لِتُحَلْ ... هو المفتاح ... هو الحل ... هو المخرج ... لم أنتبه قط ... إن كل ما كان علي فعله هو أن أصبر ... أ كان هناك داعٍ لكل تلك الدموع ... أ كان هناك داع لكل ذلك الصراخ ... أ كان هناك داع لكل ذلك الاحتجاج ... أما كان من السهل علي أن أصبر فحسب ...

قال طارق السويدان في مجموعته "الرسول الإنسان"... أن شعر الرسول صلى الله عليه وسلم كان أسوداً ... حتى في آخر أيامه ... وأن في آخر أيامه ظهرت بعض الشعرات البيضاء في جنبي رأسه ... وأطراف لحيته ... ولكنها كانت قليلة جداً ... وعندما سئل عنها قال : "شيبتني هود وأخواتها" ... أي سورة هود ومثيلاتها ...

لماذا لم يمتلئ رأس الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بالشعر الأبيض كباقي الناس ... ببساطة لأنه صبر ... وكان دائماً صابر ... أتاني الجواب بكل بساطة وبتفكير أعمق ... عرفت أن ظهور الشعر الأبيض ... ليس إلا عملٌ من صنع الفرد فينا ...

إلتفت أنظر إلى حياتي السابقة ... مقطبةً جبيني ... تأخذني دوامة التساؤلات ... مررت بالكثير في حياتي ... ترى أصبرتْ؟ ... كثيراً ما عصفت بي آلام تجاربي ... كثيراً ما غرقت في دموعي ... ترى أصبرتْ؟ ... ظهر الشيب في رأسي ... وأنا في الثانية والعشرين من العمر ... رغم تجاربي التي مررت بها ... أنا لا أجد أنني أصبحت أكثر قوة ... بل أرى أنني أصبحت أكثر ضعفاً ... وتراجعاً ... لو أنني نظرت إلى الحياة من الناحية الصحيحة ... لطالما رأيت الحياة عبر النصف الفارغ ....

الصبر ... هل أعرفه؟ ... هل أمعنت النظر فيه؟ ...

تأملته ... وهو جالس هناك غارق في أفكاره الخاصة ... لم يكن منتبهاً لتحديقي الطويل ... إجتاحتني رغبة شديدة في التعرف عليه ... وربما ... أكثر من ذلك ... نظرت إليه ... كنت كالذي تعرض لحادث ... وفقد كل ذاكرته ... ترى هل أعرفه ... أكان صديقاً أم عدواً ... أكنت أحبه ... أم كنت أكرهه ... ترى فيم يفكر .... شعرت بالفضول الشديد تجاهه ... مصحوب بغضب ٍ وإنزعاج ...هل كنت أعرفك؟ ... فجرت ذلك السؤال داخلي ... وكأنه شعر بي ... فالتفت ينظر إلي ... فوجئت بنظرته المباشرة في عيني ... خفت ولم أتمكن من أن أبعد عيني عنه ... توترت ولم أعرف كيف أتصرف ... فقام من مكانه وأقترب ... إلى أن وقف أمامي ... رفعت رأسي أنظر إليه ... فابتسم ... ابتسامة عذبة نابعة من قلبه ... بثت الهدوء في نفسي ....

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزتي الغالية ...

    كثير منا لا يعرف المعنى الحقيقي للصبر... ويقول صبرت ولم يأتي الفرج ^__^ هنا يأتي السؤال مامعنى الصبر؟ وحسب اجابته تعرفين ان كان صبر حقا ام لا

    تمنياتي لك بالسعاده في حياتك
    وانتظر المزيد من كتاباتك الجميلة

    Nina

    ردحذف